الوجه الاخر لمشروع طريق عرجابو_برعو
انطلقت شرارة بناء مشاريع الطرق من بورما قبل سنوات والتى أيقظت أحاسيس المواطنين الصوماللاندين بان فى مقدورهم القيام بمثل هذه الاعمال الجبارة دون الاتكال على الدولة او التسول من هيئات خيرية أجنبية. اجتاحت هذه الحمية مشاعر هذا
المجتمع القبلى فقامت كل منطقة ببدء مشروع بناء طريق يربطهااما بالعاصمة او باقرب مدينة استراتجية.
تعالت الصيحات فى جمع التبرعات اللازمة لبناء كل مشروع، وكان جليا للعيان منذ الوهلة الاولى ان جميع النداءات كانت تحمل فى طياتها رسائل مشفرة الى المنتمين لتلك المناطق سواء فى الخارج او الداخل بأن لا يتخلفوا عن الركب و السباق المحموم فى بناء الطرق والذى صارموضة العصر فى الاونة الاخيرة حتى مل الناس وشحت الانفس عن الجود. والدولة ممثلة بالرئاسة تحت امرة حرسى تتعهد وتجود بما تطيب نفسها بين الفينة والاخرى دون اعطاء اهتمام أكبر اللهم الا اذا كان فى الامر
توظيفا سياسيا حيث يتبارى الرئيس وبطانته فى أخذ الصور التذكارية فى وضع حجر اساس لهذا المشروع أوذاك.
ولكن سرعان ماانقلب هذا الامر اثر اعلان الدولة عن بناء مشروع طريق عرقابو –برعو.
فبدات ماكينة الاعلام الرسمية تبث الاعلانات صباح مساء ، وانشدت الاغانى و أقرضت الاشعار فى سبيله، واعطيت مساحة كبيرة من التلفاز الرسمى فى الترويج به. وتم تسخير جميع أجهزة الدولة فى سبيل خدمة هذا المشروع. يا الهى ماذا حدث؟. صدر أمر حكومى بخصم جميع موظفى الحكومة جزءا من رواتبهم الضيئل ومن يرفض فلعنة الوصم بالخيانةالعظمى جاهزة على الطاولة او على الاقل وصفه بالحاقدين وحاملى النعرات القبلية. وارسلت الدولة كبير القوم(حرسى) الى الخارج لجمع ما لا يقل
عن مليون جنية استرلينى
ترى ماالذى ايقظ الدولة فجأة من سباتها لتعطى كل هذا الاهتمام فى بناء الطرق التى ضجر الناس منها عندما زادت عن حدها.
ولكن هيهات هيهات ان تكون مشاريع بناء الطرق متساوية فى الاهمية فى نظر الدولة. فهذا الطريق يربط بين سناج و برعو مسقط رأس صنديد القوم (حرسى). ومن ثم فانه صار لزاما على الجميع وعلى كل مفاصل الدولة ان تنصاع للاوامر دون تلكأ او تردد.
ان هذه الحملة المسعورة والتى يتولى كبرها حرسى تأتى فى أعقاب فضيحة مطار هرجيسا والتى تم اختلاس الملايين من الدولارات على يد وزير الطيران ابن عم حرسى ويا لها من مصادفة! والتى الى الان لم يبد هذا الوزير اى اعتذار الى المواطنين ناهيك عن تقديم استقالة والتى لا توجد فى قاموسنا مع الاسف. بوادر الاختلاف بين الهيئة المسوؤلة لهذا المشروع والتى بدات طلائعها تظهر الى الوجود بمثابة سفارة انذار بما ستؤؤل اليه الامور لاحقا.
فالمواطن العادى اضحى تائها من كل ما يجرى حوله وهو يرى كل هذه التناقضات
فلم تنته المشاريع السابقة من جميع الطرق والتى طالما تبجح بها حرسى بوضع اللبنات الاولى وكونها من منجزات الدولة. ولدى المواطن كل الحق فى ان يضع علامات تساؤل فى مدى مساواةمشاريع المواطنين أمام اعين الدولة.
فان مشروع بورما-دلا لم ينته بعد، ومشروع وجال وبربرة وسلحلى وبلىجبدلى وهرجيسا وغيرها لم يروا تمام النور بعد. فيا ترى ما ميزة هذا الطريق بين سناح وبرعو والتى لا تتمتع بها المشاريع الاخرى السابقة. وما مكمن كل هذا السر الذى عطل من اجله مصالح الدولة. فهل من مسعف بالجواب!
عمرعلى
لندن